Skip to main content

الحق الفلسطيني، بين العاطفة والعمل الجاد

سارة سالم المصباحي

” لقد تعلّمتُ باكرًا أن الحقّ لا يُعطى لمن يسكتُ عنه، وأنّ على المرء أن يُحدث بعض الضجيج حتّى يحصُل على ما يُريد”
-مالكوم إكس

ظلت فلسطين تُناضل لأجل استعادة الأرض والحرية لأكثر من 75 عامًا من الاحتلال الصهيوني، وخلال رحلة هذا الكفاح، تعرّض الشعب للإبادة والمجازر والاستيطان والحصار والتّهجير والتطهير العرقيّ، ولأكثر من نصف قرن والفلسطيني يزُفّ شُهداءه بذات الأهازيج والأغاني التي يزُف بها شُبّانه ليلة عُرسهم، وظلّت الشهادة كزائر لا يكِلّ من طرق باب كل عائلة فلسطينية .
وماشهدتهُ غزة خلال العدوان الأخير إنما هو صورة متكررة ظَل المُحتل يمارسها ظنّا منه أنّه بذلك يُخمد غضب الشعب ويكبح جِماحَه. نَسي المُحتل أنّ فطرة الإنسان وكرامته تتوقُ دائمًا للحُرية فيُناضل لأجلها و يُؤمن بحقه في انتزاعها من مُغتصبها ولو بالقُوة.

لقد حاربت الشعوب الاستعمار وتحرّرت عن طريق الكفاح الثوري، ولم يثبت مرة في التاريخ أن الاستعمار رحل باختياره إنما أُجبر على الرحيل بفضل المقاومة.

لقد تشكّل وَعيُنا منذ الصغر على حتمية هذا الحق والنضال، آمنّا بالقضية وبجدوى المقاومة، غنّينا أناشيد الحرية وحفظنا أسماء الشهداء ورفضنا على مدار الأعوام التي مضت كل السّرديات التي حاولوا فرضها علينا بشأن القضية، لأننا ندرك أن الوعي بالحق وبالقضايا العادلة وفهم أبعادها يجعل منّا مُدافعين أقوياء عن القضية.

ولكي يتحقّق نتاج هذا الوعي، من الواجب أن يتمّ على جميع الأصعدة، إعلاميًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

سياسيًا :

إن أي تطبيع سياسيّ مع الاحتلال يُعطيه شرعيّة ويعترف بوجوده ويُلغي حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ويُعطي الاحتلال ضوءا أخضر في ارتكاب المجازر تحت مُسمّى “الدولة ذات السيادة” وينفي عنها أنها دولة احتلال.
كل أوجُه التطبيع تعود بالقضية خطوة للخلف وتجعلنا مشاركين في كُل الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وتجعلنا مُنحازين لصف الإحتلال الصهيوني.

الوعي الثقافي والإعلامي :

لا يجب أن يتحمّل الفلسطينيّ وحده عبء نقل الذاكرة وتاريخ القضية للأجيال القادمة، فتوثيق النكبة والحروب والمذابح والاستيطان والتهجير والكتابة عنها وإنتاج الأفلام والوثائقيات وتوثيق قصص الشهداء والمنكوبين والأسرى يُعزز من إبقاء الذاكرة حيّة تجاه القضية وعدم نسيانها .

المقاطعة الإقتصادية :

لقد أثبتت المقاطعة الاقتصادية والتي كانت بمجهودات شعبية في الكثير من الدول العربية جدواها في إيقاظ حِس المسؤولية الفردية تجاه القضية وتبنت مقاطعة العديد من الشركات التي عُرف عنها دعمها للاحتلال. وستكون فعالية المقاطعة أكبر إذا تبنتها الدول على المستوى الحكومي .