
"إذا كُنت تستطيع تخيل صورة ما فذلك يعني أنه يمكنك أن تجعلها واقعاً، وإذا كنت تستطيع أن تحلم فهذا يعني أنك تستطيع تحقيق حلمك"
أنا سراج السنوسي المهدي، واعمل كرئيس للجمعية العمومية لشبكة وسطاء ليبيا، أجد نفسي في قلب معركة يومية من أجل السلام والوحدة في بلدي الحبيب.
لطالما آمنت، وما زلت أؤمن بقوة، أن المجتمع المدني هو مفتاح التغيير الحقيقي في ليبيا. إنه الوسيلة الأنجح لتحقيق هدفي الأسمى: المصالحة الوطنية وتوعية مجتمعنا بأهمية الوحدة والتعايش السلمي. هذا الإيمان هو ما يدفعني للاستمرار، حتى في أحلك الظروف.
أتذكر بوضوح تجربتنا في مدينة مرزق. كانت المدينة على شفا حرب أهلية بين العرب والتبو، وكان الوضع يبدو ميؤوساً منه. لكننا لم نستسلم. عملنا بلا كلل، يوماً بعد يوم، على بناء الثقة وفتح قنوات الحوار. وفي النهاية، نجحنا في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي. كانت تلك اللحظة، عندما رأيت ممثلي الطرفين يتصافحون ويوقعون الاتفاق، من أكثر اللحظات إثارة للمشاعر في حياتي المهنية.
لكن التحديات ما زالت كثيرة وصعبة. الأنانية وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة ما زالت تشكل عقبة كبيرة أمام جهود المصالحة. أرى بعيني كيف تعاني الأسر البسيطة من ويلات الصراع، بينما يستفيد البعض من استمرار حالة عدم الاستقرار. هذا الواقع المؤلم يزيدني إصراراً على المضي قدماً في مهمتي.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى برامج تدريب متخصصة لإعداد وسطاء محترفين. هؤلاء الوسطاء سيكونون خط الدفاع الأول لمواجهة النزاعات المحلية، ومفتاح الوصول إلى مصالحة حقيقية ودائمة.
وفي خضم كل هذه التحديات، يبقى الشباب هم مصدر أملي الأكبر. كلما التقيت بشاب أو شابة من ليبيا، أرى في عيونهم بريق الأمل والتصميم على بناء مستقبل أفضل. لهؤلاء الشباب أقول دائماً: أنتم مستقبل هذا الوطن. عليكم تقع مسؤولية بناء ليبيا الجديدة، ليبيا التي تحترم التعددية وتؤمن بالتداول السلمي للسلطة.
في نهاية كل يوم أشعر بتجدد الأمل في قلبي. رغم كل الصعاب، أرى أن فجر ليبيا الجديدة قادم لا محالة. وأعاهد نفسي على مواصلة العمل، يوماً بعد يوم، حتى نرى ذلك الفجر يبزغ على وطن موحد، يسوده العدل والسلام، وعلينا أن نعمل على ذلك جميعاً لزرع روح السلام والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
هذه هي قصتي، وهذه هي رسالتي. وسأظل أحملها، بكل فخر وإصرار، حتى نحقق حلم ليبيا الموحدة والمزدهرة.
#منظمة_ممكن #قصة_ملهمة